البيعتان في بيعة (3): دخول عقد على عقد (بيع الدين للمدين)
![صورة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj_bEQ9z6CfFMZonvXjkgoRLQI0vCHlydjqBJcsSYD9yyhZ10zbJ5lCBFFhI0iNewu4nZ87qLMO1yp7ElyrWKK6vTLzccx1gi5M0006i3D5UaoWRFzoIl40wRkPPNe3vCmfqnazJic9YVJaoNPCXbCaxknrjIEArnbUAxI6jySzKRyrlkjG4vVfRjWz4A/s320/multiple%20contract%20types.webp)
من الصور التي ساقها العلماء للبيعتين في بيعة أن يسلف رجل من آخر قفيز حنطة إلى شهرين، فإذا حل الأجل وطولب بالحنطة قال: بعني قفيز الحنطة الذي لك علي إلى أربعة أشهر بقفيزين، فصار بذلك بيعتان في بيعة، بدخول البيع الثاني على الأول، ورأوا أنه محل تحقق أوكس البيعتين أو الربا، وذلك في رواية أبي داود التي جاءت من طريق أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من باع بيعتين في بيعة فله أوكسها أو الربا "، فالوكس هو النقص، وأوكس البيعتين أنقصهما، يقول الخطابي في معالم السنن:" لا أعلم أحدا قال بظاهر هذا الحديث، وصحح البيع بأوكس الثمنين، إلا ما يحكى عن الأوزاعي، وذلك لما يتضمنه من الغرر والجهالة، فإن كان الحديث صحيحا فيشبه أن يكون ذلك حكومة في شيء بعينه، كأنه أسلفه دينارا في قفيز بر إلى أجل، فلما حل طالبه، فجعله قفيزين إلى أمد آخر، فهذا بيع ثان دخل على البيع الأول، فيردان إلى أوكسهما، أي أنقصهما، وهو الأول، فإن تبايعا البيع الثاني قبل أن يتقابضا كانا مربيين"، فوجه حصول البيعتين يكون بدخول البيع الثاني على الأول من خلال جعل مثمن البيع الأول - وهو قفيز...